السبت، 19 ديسمبر 2015

حياة التوبة (امثله للتائبين)

ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ( لو 13:5)
امثله للتائبين
1- القديس موسى الاسود
كان رئيس عصابه وكانت حياته قتل وسرقه وغيرها ولكن ختمها قديسا عظيما ناسكا ومرشدا لربوات من القديسين وطالبى الرب 
شاء الرب الاله المتحنن ان يعرفه ذاته فبينما كان منطلقا ذات مره فى وادى النطرون ربما هربا من الامن الذين كانوا يتعقبونه وجد نفسه وجها لوجه امام شيخ اهب قديس ويبدو انه قد سئم حياة القتل والنهب اخذ قلبه يتفتح لكلمات الشيخ عزم على التوبه وقرر البقاء فى البريه برية شيهيت بوادى النطرون واشتاق الى حياة الرهبنه تقدم الى مرشده القديس ايسيذوروس واعتف بطاياه بدا حياة الجهاد وكان عنيفا فى جهاده ونسكه محاولا بذلك ان يعوض ما فاته فى حياة الاثم والشرو فكان مرشده كثيرا ما ينصحه بان يخفف من جهاده ضد الشياطين تتلمذ على يده كثيرون فيما بعد ذائع الصيت فى البريه كلها وما زال جسده يرقد الى جانب جسد مرشده فى تابوت واحد بدير البراموس

2- داود النبى
وقعت عيا داود الملك على امراه تستحم فما لبثت الخطيه ان اسكرته فلم يعد يقاومها فاستعبدته بلا شفقه واسقطته فى تلك الجريمه الشنيعه خطية الزنى والقتل فتدخلت مراحم الله العجيبه وارسلت ناثان الملك منبها داود فاستيقظ داود واعترف بخطيته فى اتضاع وانسحاق فقبل الله توبته واعلن ذلك ناثان النبى بقوله الرب نقل عنك خطيتك لا تموت ومع كل ذلك بكى داود كثيرا على هذه الخطيه وكان يبل فراشه بالدموع ويرخ قائلا (خطيتى امامى فى كل حين)هكذا تاب داود وكان صادقا فى توبته واحب الله داود وقلبه

3- القديسه بائيسه 
ولدت فى منوف من ابوين غنيين تقيين تربت على منوالهما فى حياة التقوى فلما توفى والديها جعلت منزلها ماوى للغرباء والمساكين وظلت تنفق مالها فى هذا السبيل حى نفذ احتال عليها قوم اردياء وغيروا فكرها  حتى حولت بيتها الى مكان للفساد فاستقبلت فيه كل راغب فى الخطيه سمع بخبرها شيوخ الرهبان فى برية شيهيت فحزنوا جدا وكلفوا القديس يوحنا القصير ان يقصدها ليخلص نفسها من الهوه التى تردت فيها فما ان راها حتى قال لها لماذا استهنت بالسيد المسيح واتيت هذا لامر الردئ فارتعدت وذاب قلبها من تاثير كلماته اما هو فانحنى الى الارض باكيا فقالت له ما الذى ابكاك اجابها لانى اعاين الشياطين تلعب على وجهك فلهذا انا ابى عليك فقالت له هل لى توبه اجابها نعم ولكن ليس فى هذا المكان فقالت له خذنى الى حيث تشاء فقال لها تعالى فنهضت مسرعه معه حتى دخل الاثنان البريه لما امسى الوقت فقال له ارقدى هنا  وابتعد هو بعيدا عنها وفيما هو يصلى فى نصف الليل شاهد عمودا من نور نازلا من السماء متصلا بالارض وملائكة الله حاملين نفسها اقترب منها فوجدها فارقت الحياه فالقى ذاته على الارض وصلى الى الله طويلا لكى يعرفه مالها خصوصا وان الحياه لم تمتد بها لتفدم ثمار التوبه الصالحه وفيما هو يلى سمع صتا قائلا ان توبتها قد قبلت فى الساعه التى تابت فيها اكثر من الذين تابوا منذ سنين كثيره ولم يظهروا حرارة توبتهم مثلها وبعد ما راى جسدها التراب مضى فاعلم شيوخ البريه بما جرى فمجدوا الله والكنيسه القبطيه تعيد تذكار نياحتها فى الثانى من شهر مسرى وهو الشهر الثانى عشر من الاشهر القبطيه

4- القديسه مريم المصريه
خرجت من بيت ابيها وذهبت للاسكندريه وهى فى الثانيه عشر من عمرها لكى تحيا فى هذه المدينه فى حياة الاثم واستمرت سبعة عشر سنه تتمرغ فى الخطيه واسقطت شبابا كثيرين وذات يوم ابصرت سفينه مزدحمه بالمسافرين الى الشام ولكى يعيد ركابها عيد الصليب فى اورشليم فوجدتها فرصه سانحه لاشباع شهوتها الدنسه
وفى اورشليم حاولت الدخول الى الكنيسه كما يدخل سائر المسيحيين للتبرك من خشبة الصليب المقدسه فشعرت ان يد غير منظوره تمنعها من الدخول وتقصيها كررت هذه المحاوله دون دوى تخشعت نفسها فاخذت تتامل قبح سيرتها بكت امام ايقونة للعذراء وقطعت عهدا امام الله بنذر بقيه حياتها لعباده فى البريه ان سمح لها بالدخول والتبرك من الصليب المقدس وفعلا تم لها ما اردته
انصرفت من تلك الكنيسه وقصدت كنيسه اخرى حيث اعترفت على كاهنها وتزودت بالاسرار المقدسه ثم انطلقت الى برية الاردن ولها من العمر تسعه وعشون سنه عاشت هذه القديسه التائبه فى تلك البريه سبعة واربعين سنه فى عبادات شاقه ونسك زائد مقاتلة الشيطان الذى كان يحاربها وقد سلكت فى سيرة السواح واعطاها الله روح نبوءة ومعرفة الغيب ولم تر خلال تلك الفتره انسانا حتى التقى بها فى اخر سنه من عمرها الانبا زوسيما القس الذى وقف على سيرتها ودونها لنا وناولها من الاسرار المقدسه قبل نياحتها

5- القديس اوغسطينوس
من اعظم معلمى الكنيسه شرقا وغربا وهو الكاتب والمؤلف والفيلسوف الكبير وهو ايضا الاسقف والقديس الذى الذى فاقت توبته اثامه السالفه وقداساته جهالات شبابه كانت امه من المسيحيات التقيات جدا لقنته اصول المسيحيه والحياه الروحيه فى مهده لكن ما كاد ينهى دروسه الاعداديه على ايدى اساتذه وثنيين حتى كان قد نسى مبادىء الدين ولم يبقى منها سوى اضواء ضئييله اخذت تتلاشىء شيئا فشيئيا من عقله وقلبه ثم كانت قراءته لكتب فلاسفه وشعراء الوثنيه فاتت عى ما تبقى ومن ثم انحرف انحرافا شديدا وتمرغ بعنف فى حماة الشهوه والزنى حتى بعد توبته قال عن نفسه فى كتاب  اعترافاته لقد كنت اخجل من عدم فعل الشر بوقاحه خاليه من الحياء لكن الام التقيه لم تهدا واخذت تسعى خف ولدها من مكان الى مكان ذارفة العبرات السخينه حتى ان القديس امبوسيوس الذى شاهدها تبكى بحرقه قال لها ثقى يا امراة انه لا يمكن ان يهلك ابن هذه الدموع
عرف طريق الرب فى سن الثالثه والثلاثين وبدا حياة التوبه والدموع توفيت والدته بعد ان فرحت بتوبة ثمرة بطنها اما هو فباع املاكه ووزع ثمنها على الفقراء وترهب وبدا حياة النسك والصلاة والدرس التاليف وخدمة الله والكنيسه رسم قسا فاسقفا على احدى مدن شمال افريقيا وصار اعظم فلاسفة المسيحيه ومن اشهر مفسرى الكتاب المقدس كما جاهد فى سبيل الدفاع عن الايمان والرد على الهرطقه وكان حجه للعقيده ف عصره وما زالت كتبه العديده بين ايدينا حتى الان ولعل اشهرها كتاب الاعترافات الذى ما زلنا نقرا فى صده عباراته الخالده لقد خلقتنا لك يا الله وقلوبنا ستظل قلقه حتى ترتاح فيك

6- الشماس حبيب فرج
وهذا انسان عرفناه عن قرب وكان يخدم فى صفوف مدارس الاحد
بدا حياته بعيدا عن الله وانتقل اليه نفسا باره تقيه بدا حياته شابا عنيدا منصرفا عن الدين شانه فى ذلك شان اى شاب ممن عاشوا فى العالم وللعالم
ظل الشباب يلح عليه ان يحضر درس الكتاب بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا ولكنه كان يرفض فى اصرار واخيرا قبل الذهاب على الا يفتقده احد فيما بعد اذا لم يرد المواظبه على الاجتماع
تاثربالكلمات التى سمعها فى الكنيسه وراى فى الليل رؤيا عجيبه
السيده العذراء وقد اخذته للجحيم وراى من فيه يتلوون ويبكون فانزعجت نفسه وطلب ان يخرج من ذلك المكان سريعا ثم اخذته الى الفردوس وهناك راى الاباء الابرار منيرين وبدات العذراء تعرفه بهم
هذا ابراهيم وهذا داود النبى وهذا الانبا انطونيوس ....................الخ راى هولاء القديسين جالسين  على كراسى نورانيه عجيبه ولاحظ ان احد هذه الكراسى شاغرا لا يجلس عليه انسان فسال باندهاش من الذى ترك كرسيه هكذا  وكرسى من هذا اجابته العذراء الا تعرف كرسى من هذا  ان هذا هو كرسيك ان انت تبعت يسوع
انتهت الرؤيا واستيقظ من نومه اكثر ما يكون حبا واشتياقا واضطراما لهذا الكرسى الذى ينتظره وظل طوال حياته القصيره يصلى من اجل الوصول اليه بدا حياة التوبه والجهاد الروحى العنيف
التحق بعد فتره بوظيفة فى وزارة الاشغال بطريقه معجزيه وظل بها حتى انتقل الى السماء وقد تمجد الله فيه بحياة مقدسه تقويه واظهر فيه بعض الايات ان يشاهد احيانا نور يحيطه به وهو يصلى بمفرده فى غرفته الخاصه وكانت يداه المبسوطتان الى اعلا تريان كانهما شموع موقوده واخيرا رقد وانضم الى ابائه وهو فى سن السابعه والعشرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق